في نزول: الصادق بلعيــد
الصادق بلعيد الأستاذ الجامعي والمختص في القانون الدستوري لمع نجمهُ منذ ليلة هروب الرئيس السابق وحدوث فراغ على مستوى أعلى هرم السلطة وكان من بين أكثر المؤثرين في المسارات الأولى للثورة وخاصة في ما يتعلّق بالانتقال من مقتضيات الفصل 56 من الدستور المعلّق إلى الفصل 57 ، كما كان الرجل حاضرا في العديد من المنتديات السياسيّة والقانونيّة مبديّا رأيه في العديد من المسائل والقضايا ، ولكن شيئا فشيئا بات الرجل أكثر التصاقا برهانات «المعطى السياسي الضيّق» أصبح يؤهّل نفسه – أو قد تكون بعض الأطراف تؤهّله لذلك –للدخول في بعض الصراعات والتجاذبات انتقد بحدّة أطرافا سياسيّة بعينها وتهجّم على أخرى ثمّ تداخلت عليه السبل بين التوجّه مباشرة لانتخابات المجلس التأسيسي بكامل الصلاحيات إلى الانتصار والدعوة للاستفتاء للحد من تلك الصلاحيات ثمّ ليعدل عن ذلك ويقف في وجه «الاستفتاء» ، لينتهي به مساره السياسي –لا الأكاديمي والبحثي- إلى سدّة المترشحين لعضوية المجلس الوطني التأسيسي على رأس قائمة مستقلة. كثيرون كانوا يرون في شخص الصادق بلعيد الأستاذ الجامعي والأكاديمي المحايد والمختص في شأن على غاية من الدقّة شخصية وطنية يُمكنُها أن تحقّق الكثير على مستوى رؤية مستقبل مسار الانتقال الديمقراطي وحبّذت لو أنّ المعني لازم مكانته التي بدأها منذ ليل 14 جانفي بعيدا عن التجاذبات السياسية والحزبيّة والانتخابيّة كذلك.
أبو باسم