ر.م.ع البريد التونسي في حوار ساخن مع «الشروق»: 4 مليارات خسائرنا في الأحداث الأخيرة
الخميس 22 سبتمبر 2011 الساعة 11:27:49 بتوقيت تونس العاصمة
السيد زهير البهلي مهندس عام في الاتصالات السلكية واللاسلكية وخبير دولي لدى الأمم المتحدة في ميدان البريد وكلف بأكثر من 25 مهمة دولية وتخرج من معهد الدفاع الوطني دورة 2005-2006 «الشروق» تلتقيه في هذا الحديث
.نريد أن نعرف في البداية حجم الخسائر والأضرار التي تكبدها قطاع البريد بعد أحداث 14 جانفي؟ـ
لقد بلغت القيمة الجملية للخسائر في قطاع البريد منذ 14 جانفي 2011 أربعة مليارات وتعرض 25 مكتبا لعمليات حرق كلي اضافة الى احتراق كلي لمركزي توزيع ومركز لوكالات الطرود البريدية كما تم نهب وتخريب 165 مكتب بريد و4 مراكز توزيع و5 وكالات بريد سريع واتلاف 384 حاسوبا وحرق 24 خزينة مصفحة.كما تمت سرقة عدد من الدراجات النارية وحرق وتخريب سيارات ادارية وتعرض أكثر من 100 مكتب بريد الى محاولات السرقة.وهنا أريد ان استغل الفرصة لأتقدم بكل الشكر والاكبار والاجلال الى لجنة حماية الثورة بمنطقة «بورويس»والى كل الأهالي هناك الذين تعهدوا وقاموا باصلاح مكتب البريد الذي تعرض الى الحرق الكلي وتجهيزه على حسابهم الخاص وهي البادرة الوحيدة التي تمت في الجمهورية لقد أكد أهالي منطقة «بورويس» أنهم وحدهم المسؤولون عن اعادة بناء مكتب البريد الذي تم حرقه وهي بادرة أثرت فينا كثيرا ولن تمحى من ذاكرتنا.
هناك بريديون تعرضت منازلهم الى الحرق والنهب هل تدخلت الادارة لمساعدتهم؟
ـ خلال أحداث 14 جافني كل المسؤولين الجهويين والمحليين غادروا مواقع عملهم وحدهم البريديون واصلوا عملهم وكانوا أبطالا حقيقيين في الثورة وفتحوا المكاتب وهناك من قام بتهريب الملايين في سيارته وفوق أسطح المنازل لحماية الأموال العمومية من النهب والسرقة انني أشكر كل هؤلاء الأبطال والادارة العامة قررت تكريمهم لقد كانوا مستعدين للتضحية بأرواحهم وبسلامة عائلاتهم من أجل حماية المال العام وحماية أموال الشعب التونسي والبريد التونسي لن ينسى لهم هذه التضحيات وقد قررنا اسناد تعويضات مالية للبريديين الذين حرقت منازلهم وحرق أثاث بيوتهم وهذه التعويضات تصل الى 10 آلاف دينار...
أريد أن أسأل عن حركة نقل رؤساء مكاتب البريد والتي كانت محل جدل كبير في الساحة النقابية وانجرت عنها بعض التحركات؟ـ
ان حركة نقل رؤساء مكاتب البريد هي نقطة من بين النقاط التي تم التنصيص عليها في اتفاقية 22 فيفري بين الادارة وجامعة البريد وتم اعتماد مقاييس شفافة وواضحة ولا يمكن ان نقبل بوجود رؤساء مكاتب بريد يظلون في أماكنهم حتى بلوغهم سن التقاعد لقد اعتمدنا مقاييس جديدة وتعتمد على المستوى التعليمي والأقدمية والعدد المهني ورأي الرئيس المباشر وأعتقد ان المستوى التعليمي كان السبب الأول والمباشر في عدم حصول البعض على مركز.لقد مكنت الحركة 177 اطارا جديدا من الحصول على مراكز وهناك 300 رئيس مكتب حافظ على مكانه في حين تحصل 183 رئيس مكتب على مكاتب جديدة ثم إن حركة النقل كانت مقررة في سنة 2010 والهدف منها اعطاء دفع جديد للعمل البريدي وضخ دماء جديدة في القطاع وتمكين الاطارات الشابة من المساهمة في تحديث قطاع البريد.
الكثير من مراكز البريد تعرف اكتظاظا ما مدى تطور الخدمات وهل هناك نية لانشاء بنك البريد؟
بالنسبة الى الاكتظاظ لابد من القول ان الأمر يتعلق بـ10 أيام فقط في الشهر والوضع يختلف من منطقة الى أخرى ولقد غيرنا توقيت العمل لضمان تقديم خدمات أفضل وأريد ان أؤكد هنا أنه ليس لنا نقص في الأعوان ونطالب الحرفاء باعتماد الخدمات عن بعد وقد نجحنا في وضع استراتيجية واضحة المعالم وبثلاثة أبعاد وتوجهات كبرى وقد بينت مؤشرات رضا الحرفاء أن 93.3% على خدمات الأدخار و99.4% على خدمات الصرف و97% من الحرفاء راضون على خدمة الحوالة في دقيقة و81.3% على خدمات النقديات.وبخصوص انشاء بنك البريد فاعتقد ان الأمر يفرض نفسه ذلك ان رقم المعاملات المالية للبريد في تطور كبير والبريد التونسي يتعامل مع أكثر من خمسة ملايين حريف وهو الآن أكبر مؤسسة مالية موجودة على الساحة أعتقد ان أمر انشاء بنك للبريد سيكون حتميا في السنوات القليلة القادمة.
كيف سيتم الوصول الى حل بشأن ملف عمال المناولة في البريد؟
ـ أريد هنا كشف مؤشر هام وخطير في نفس الوقت وهو أن 75% من رقم المعاملات في البريد تخصص للأجور والمرتبات وهي معادلة خطيرة جدا وهناك في البريد الآن أكثر من 1300 من أعوان المناولة في مجالات الحراسة والتنظيف وقد تم الالتجاء الى عقود عمل مع هؤلاء أبرمت مباشرة مع البريد ضمنت لهم حقهم في التغطية الصحية والتقاعد ولقد اقترحنا بعث مؤسسة تكون تابعة لسلطة الاشراف وتعنى بالخدمات ويكون البريد التونسي واتصالات تونس من المساهمين فيها.
عرف البريد التونسي تحركات نقابية خلال المدة الماضية وأريد ان أسأل حول كيفية تعاملكم مع الملف النقابي؟
ـ نحن ليس لنا مشكل مع العمل النقابي ومع التعددية النقابية ونعتبر في البريد ان الطرف النقابي شريك معنا وهنا أحبذ المنوال الياباني الذي يجعل من النقابة شريكا حقيقيا في تطور المؤسسة ونجاحها والارتقاء بها...
حاوره سفيان الأسود