خالد أبو الخير
لم يمر الخبر مرور الكرام، رغم أنه لم يبق على موقع "قناة العربية" سوى خمس دقائق ثم طار بقدرة قادر.
اليوم الثلاثاء فاجأ الموقع قراءه بخبر يتحدث عن وقوع انقلاب في الدولة المرمية في أقصى الخليج تحت عنوان لافت: "محاولة انقلاب في قطر من قبل حمد بن علي العطية". واللواء حمد بن علي العطية هو قائد أركان الجيش القطري.
وذكر الخبر نقلا عن معارضين قطريين أن عددا من الضباط وأفراد الحرس الأميري اعتقلوا على خلفية الانقلاب.
وفي التداعيات، قالت "العربية" إن ما يسمى "الجيش الإلكتروني السوري"" تمكن من اختراق موقعا ونشر هذا الخبر.
تسريب آخر تحدث عن خطأ ورغبة في ملاحقة الخبر الساخن دفعت أحد محرري الموقع إلى نشره، دون أن يتبين الآثار التي من الممكن أن يتركها، قبل أن يصار إلى سحبه.
التفسير الثالث يذهب إلى أن الخبر حذف عن الموقع بعد تدخل جهات عليا.
وفي رابع أن مسؤولين سعوديين أرادوا الانتقام من الهجوم الإعلامي القطري المتمثل بقناة الجزيرة، فأوعزوا بنشر الخبر لإظهار أن بإمكانهم أن يوجعوا القطريين.
ومهما كان التفسير الصحيح، إلا أن موقعا مثل العربية يصعب اختراقه. ونشره ثم حذفه الخبر، يضر بمصداقيته.
صحيح أن المثل يقول: لا دخان من غير نار، وان تداعيات مجيء الشيخ حمد إلى الحكم بعد انقلابه على أبيه عام 1996 ما زالت ماثلة للعيان، فضلا عن معاناة بعض مكونات المجتمع القطري من التهميش السياسي، كما يتردد.
كما أن النظام القطري ليس بعيدا عن الربيع العربي.. فالقطريون لا يعيشون في يوتوبيا!
ورغم ذلك.. قد يكون الخبر مجرد فبركة إعلامية يقف النظام السوري وراءها. ووقعت "العربية" في شركها.
هذه الاحتمالات جميعها ممكنة، بيد أن من المهم التأكيد أن دولة تضخمت كثيرا، وأكبر من حجمها بإضعاف، عرضة لمشاكل تماثل حجمها الجديد.. أليس كذلك؟!
يبقى أنه ليس صحيحاً أن كل من يكتب "سلبا" عن قطر ضد الشعب السوري، لأن نظامها و"جزيرتها" يدعمان هذا الشعب، وإنما أن تكون مع الشعب السوري يعني أن تكون مع الخير والجمال وضد القبح والعسف، حتى لو كان في قطر أو سواها.