نظم بعد ظهر يوم الثلاثاء المنقضي فرع الائتلاف الديمقراطي المستقل «طريق السلامة «بنزرت بحضور رئيسه الاستاذ «عبد الفتاح مورو»اجتماعا شعبيا بفضاء القاعة الكبرى بدار الثقافة الشيخ ادريس. و قد توزعت اشغال هذا اللقاء الذي واكب فعالياته المئات من الاهالي و الشباب و المنخرطين و سط حضور هام لممثلي عدد من وسائل الاعلام الوطنية والاجنبية بين مداخلة الشيخ «عبد الفتاح مورو الذي وصف محطة تاريخ 14 جانفي بغير العادية في تاريخ البلاد التونسية ولاسيما من حيث طبيعة التغير الطارئ على سلوكيات التونسي في علاقته المتعارفة بصاحب القرار في الدولة ملاحظا في ذات الاطار ان تداعيات الحدث الهام هذا لايكفي ان تختزل في شكل الصدمة او البهتة والسكتة العابرة ولكن نحو اعادة استلهام علاقة جديدة بهذا الطرف لان الديكتاتورية» حسب قوله هي سلوك في نفس الشعب وليس العكس .
و كان رئيس الائتلاف قد توقف بالمناسبة عند تداعيات اهمال عنصر فئات المجتمع ولاسيما الشباب منه في الفترات السابقة ولاسيما في فترة بن علي الذي اغتزل مجال تدخل و قدرات الشباب فقط في مجالي الثقافة و الرياضة بعيدا عن محاولة اشراكه في مناطق القرار.... وهي ذات الوضعية من تهميش الشعب حد وصفه مع الحقبة البورقيبية ولاسيما مع اقرار اجراء التعاضدية.
معطلات «..... و الحدث الانتخابي
وفي تطرقه للمشهد السياسي الحالي اوضح السيد«عبد الفتاح مورو» ان السياسة ليست شراء للذمم و انما هي رجولة وكرامة بعيدا عن لغة الاستثمار واصفا انه مع تصاعد مخاوف المواطن التونسي من تعدد الاحزاب فان الكثرة حد ماذهب اليه لاتعطل الاختيار بل تشجعه .و قد اعتبر المتحدث ان معطبات التي تعترض هذه العملية وجود مايقارب 47 حزبا ذات صفة التجمعية على الساحة السياسية اليوم و دخلت حد قوله تحت شعار «جاء حمد امشي احمد»وباللجوء الى المساحيق...
واضافة الى انخراط بعض الاطراف الغريبة عن هذا المجال بصورة مفاجئة والتي لم تنخرط في اي حراك قبل تاريخ 14 جانفي الفارط. العائق الثالث ان صح الوصف حسب السيد «عبد الفتاح مورو» الى محاولة البعض اغراق الساحة السياسية في لعبة المال المجهول المصدر والوعود الخارقة للعادة....مؤكدا ان الصدق هو الفيصل الذي عليه ان يحتكم اليه الشعب .
الدستور والدين و..... مجالس للشباب
وعن الاستحقاق الانتخابي الذي من المرتقب ان تعيش على وقعه تونس اوضح السيد «عبد الفتاح مورو» رئيس الائتلاف الديمقراطي المستقل
ان تونس اليوم تحتاج لان يناضل من اجلها وان 23 اكتوبر هو تاريخ انطلاق الجهاد اليومي نحو الاشتغال للظفر بالديمقراطية المباشرة للشعب موضحا ان الدستور عليه ان يحمي الدين وكذلك الحريات الفردية على حد سواء نحو احداث مجتمع متوازن وان النظام يجب ان يبنى على اساس حفظ كرامة المواطن و حقه و حريته في القضاء.
وان تكون مدة مرشحي وممثلي الشعب محددة ومراقبة منه .كما دعا الى اشراك الشباب في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي خاصة وانه برهن على مستوى عالي من الفهم لهذا المجال .
النهضة ....و اعتذار « نبيل القروي»
وجوابا عن اسئلة الصحفيين والبعض من الفضوليين بخصوص اسباب خروجه من حزب حركة النهضة اكتفى الاستاذ «عبد الفتاح مورو» بالقول ان علاقته بالنهضة ولدت مع التاريخ رافضا الوقوف عند أسباب الانسحاب التي اضحت معروفة حد قوله وان مايوحد كل الاشكال ذات الطابع الاسلامي ذات القضية والاهداف...وان السياسة بيد الشعب وليس الحاكم.
وبخصوص التخوف الذي مايزال يرافق التعاطي مع الاحزاب ذات التوجه الاسلامي اكتفى الشيخ بالقول بانها نتاج لعشرين سنة من ترويج مثل هذه الافكار و ان المستقبل هو المحك الحقيقي...
وقد اعتبر ان قضية «قناة نسمة» لايمكن ان تعالج ان من زاوية حرية التعبير لان ليست هناك قضية مطروحة تتعلق بالذات الالهية وهي ذات بعدين عقائدي وسياسي بهدف ضرب مقصود للتيارات الاسلامية معتبرا ان إعتذاره الذي اقدم عليه « نبيل القروي»لايمكن ان يقر الطابع البريء لاختيار مثل هذا الفيلم في هذه المرحلة بالذات الذي تمر بها تونس.